كاتب
: دكتور علي الحديدي
مفهوم اللغة
العربية
أن اللغة العربية هي أصوات
وألفاظ مرتبة على نسق معينة تترجم الأفكار التي تجول في النفس إلى عبارات وجمل
تواضع عليها أهلها، وهذا يعني أنها تختلف من شعب لآخر ومن بيئة لأخرى حتى بلغ
عددها اليوم ما يزيد عن ثلاثة آلاف لغة موجودة لحكمة يعلمها الله القادر المقتدر
ذو القوة المتين[1]
و قال Fergusonإن اللغة
العربية اليوم سواء بالنسبة إلى عدد متحدثيها أو إلى مدى تأثيرها في غيرها من لغات
العالم فإنها تعد من أعظم اللغات السامية وينبغي أن ينظر إليها على أنها إحدى
اللغات العظمى في العالم[2]
المستشرقين
ولد هذا المستشرق الهولندي لأسرة فرنسية الأصل سنة ١٨٢٠ م. في ليدن، وتوفي سنة١٨٨٣ م.
كان عالمًا بالعربية أستاذًا لها في جامعة ليدن منذ سنة ١٨٥٠ م، حتى سنة ١٨٧
م، ثم انتدب لتدريس التاريخ العام في الجامعة نفسها حتى وفاته.كان ضليعًا باللغات السامية، ويحسن اليونانية واللاتينية، ويتقن الهولندية والفرنسية والألمانية، ويعرف البرتغالية والإسبانية. وكان عضوًا في عدد من الأكاديميات العلمية الأوروبية[3]
ومن ينظر في قائمة مؤلفاته التي تركها يجد نفسه أمام عالم غزير العلم والإنتاج، متنوّع الاهتمامات والمعارف، فقد قاربت الثلاثين بين مجلدات ورسالة وبحث ومقالة، وتوزعت
على
التأليف والترجمة والتحقيق والفهرسة. وقد استولى التاريخ العربي الإسلامي على جلّ اهتمامه، وتخصّص في تاريخ الأندلس (إسبانيا) الإسلامي بشكل عام.
أما اهتماماته اللغوية، فأراها في المقام الثاني متأخرة كثيرًا عن التاريخية، لعلها لا تتعدى الأعمال المعجمية، وتأثي ً لا للكلمات العربية، وبخاصة تلك المستخدمة في عربية القرون المتأخرة، والألفاظ الدخيلة والمعرّبة. وقد كانت الاهتمامات مَلاحظ واستدراكات له على ما كان يعثر عليه في المخطوطات والمؤلفات التي يطلع عليها، ثم تجمّع لديه عدد كبير من هذه الألفاظ والتعليقات، استحقت أن يجمعها في غير عمل لغوي، فيه –بصورة عامة – سمة المعجمة، كمعجم أسماء الملابس العربية، بعض الأسماء العربية، إتمام معجم أنجلمان: معجم الألفاظ الإسبانية والبرتغالية من أصل عربي، ثم عمله الضخم الذي َتوّج به جهوده واهتماماته اللغوية المعجمية، وهو تكملة المعاجم العربية[4]
من المستشرقين المتآمرين على اللغة العربية[5]
القاضي الإنجليزي "دلمور" الذي عاش في مصر وألَّف سنة ١٩٠٢ م كتاباً سماه (لغة القاهرة) ووضع فيه قواعد اقترح اتخاذها لغة للعلم والأدب، كما اقترح كتابتها بالحروف اللاتينية، وفي سنة ١٩٢٦ م دعا "وليم ويلكوكس" مهندس بالري حينذاك في مصر إلى هجر اللغة العربية، وخطا باقتراحه خطوة عملية، فترجم الإنجيل إلى ما سماه باللغة المصرية. وممن أعلنوا آراءهم في أهمية اللغة وأثرها في وحدة المسلمين وقوتهم:
القس زويمر " ١٩٠٦ " الذي دعا أيضاً إلى القضاء عليها تمهيداً للقضاء على الإسلام ووحدة المسلمين، ومثله "وليم جيفورد بالجراف" الذي يقول: "متى توارى القرآن ومدينة مكة عن بلاد العرب يمكننا حينئذ أن نرى العربي يتدرج في قبول الحضارة المسيحية التي لم يبعده عنها إلا محمد وكتابه".
ويزعم "أرنولد توينبي":
أن اللغة العربية لغة دينية لا تصلح إلا للطقوس والشعائر كالصلاة، وتلاوة القرآن والدعاء. وهناك المستشرق الألماني "سبيتا" الذي بدأ الدعوة إلى استعمال اللغة العامية لتحل محل العربية سنة ١٨٨٠ م. أما العرب المستغربون: الذين حطبوا في حبل أعداء الإسلام، وكالوا بصاعهم فمنهم:
عبد العزيز فهمي عضو المجمع العلمي المصري الذي تقدم سنة ١٩٤٣ م باقتراح لاستبدال الحروف اللاتينية بالحروف العربية، وشغل المجمع ببحث اقتراحه ثلاث سنوات حتى خصص المجمع جائزة مالية لمن يتقدم بأحسن اقتراح لتيسير الكتابة العربية. وسلامة موسى الكاتب المصري المسيحي المعروف بعدائه للإسلام، الذي أيد اقتراح "ولكوكس" أن تكون هناك لغة مصرية للكتابة والتأليف، وقال:
"إن اللغة العربية لغة بدوية، وإنها لغة رجعية متخلفة".
عيوب اللغة
العربية عند المستشرقين
وكن بعض المستشرقين قد درسوا العربية وقواعدها و قارنوها باللغات الهند و
أوربية, فجعلوا كل ماخالف هذه اللغات من العربية حطة فى شأنها, و صعوبة و عقبة في
طريق تعليمها[6],
ومن خلال اهتمام المستشرقين باللغة العربية و آدابها نادى بعضهم بالاهتمام
باللهجات المحلية وما يسمى بالفلوكور حتى إنهم أقنعوا كثيرا من الطلاب العرب
والمسلمين لإعداد رسائل الماجستير والدكتوراة حول اللهجات المحلية والفولوكلور.
ودعا بعض المستشرقين أيضا الى العمية ووضع قواعد جاصة بها بحجة صعوبة اللغة الفصحى
او أنها قديمة او كلاسيكية غير صالحة في الوقت الحاضر[7].
بل إن بعض المستشرقين نادوا بكتابة اللغة العربية بالأحرف الاتينية ومن عيوبهم ما
يلى:
1.
اللغة العربية تكتب وتقرأ من اليمين
إلى الشمال. وهذا بالعكس من العادة فى طبيعة الحركة الجسمية
الفيزيولوجية. وليست العربية وحدها التى تكتب من اليمين إلى الشمال, وإنما تشاركها
بقية أفراد أسرة اللغات السامية فى ذلك وهي اللغة العبرية والسريانية والآرامية
والقينيقية والأثيوبية, وكذالك اللغات التى استعارت ابجديتها من العربية كاللغة
الأردية والفارسية والملاوية والتركية فى عهد العثمانيين والإسبانية فى عهد
الإسلامى العربي.[8]
2. عدم الحاجة إلى استعمال "فعل الكينونة" فى
الجمل الخبرية العربية وهو فى الانجليزية to be وفى الألمانية sein فنحن نقول فى العربية
"محمد كريم" والإسناد بين المسند إليه والمسند فى هذه الجملة أي بين
محمد و الكرم هو العلاقة الذهنية. وليست هناك حاجة إلى التصريح بهذه العلاقة نطقا
ولا كتابة كأن تقول محمد يكون كريما أو محمد هو كريم[9].
3.
الاعراب, وقد زعم كثير
من المستشركين بل وبعض العرب أنفسهم أن الاعراب صعب العربية على قاصديها, فلا بد
من للقارئ من أن يطبق ما يقرأ من آلات اللغة حتى ينطق نطقا سليما. والمنطق يقتضي
أن الانسان يقرأ ليفهم, ولكن الاعراب فى العربية عكس الوضع فجعل الانسان يفهم أولا
ليقرأ قراءة سليمة, ومن ثم لا يستطيع قارئ العربية أو متعلمها أن يصل إلى قراءة
سليمة حتى يتعلم كم قواعدها, ويلم بصيغها وأنماطها, وقد يستطيع متعلم العربية أن
يعبر عمافى نفسه بالألفاظ العربية, ولكن جهله بالاعراب فى رأيهم نقف حجر عثرة فى
سبيل فهم السامع له, وقد يفهم على غير قصده, لأن الخطأ فى الاعراب قد يقلب المعنى,
ومن ذلك ما حدث لأمير المؤمنين علي عندما دخل عليه أعرابي وقال: "قتل الناس
عثمان" فقال له أمير المؤمنين: "بين الفاعل من المفعول حتى يفهمك سامعوك
رض الله فاك[10]".
المراجع
[1]دكتور دحية
مسقان" نحو استراتيجية تعليم اللغة العربية الفعّال للناطقين بغيرها" جامعة دارالسلام
الإسلامية كونتور فونوروكو إندونيسيا
. عبدالرحمن
بدوي ( موسوعة المستشرقين ) ص
١٧٢
وما بعدها،( ونجيب
العقيقي المستشرقون ج
٢،
و) ، نشر وزارة
الثقافة والفنون / -٥
/ د.
محمد سليم النعيمي
(مقدمة
ترجمة تكملة المعاجم
العربية)
ج ١ الجمهورية
العراقية، ١٩٧٨
م
أحمد محمد جمال "عضو مجلس الشورى.. بالمملكة العربية السعودية"الثقافة الإسلامية في جامعة الملك عبد العزيز منذ تأسيسها عام ١٣٨٧
دكتور
على الحديد"مشكلة تعليما اللغة العربية لغير العرب" دار
الكاتب العربي للطباعة و النشر بالقاهرة
مجالات الدراسات الاستشراقية
إدوارد سعيد
/ الاستشراق (المعرفة-السلطة-الإنشاء
[1]دكتور دحية
مسقان" نحو استراتيجية تعليم اللغة العربية الفعّال للناطقين بغيرها" جامعة دارالسلام الإسلامية
كونتور فونوروكو إندونيسيا,ص:9
[2] نفسه. ض: 9
[3] د. عبدالرحمن بدوي ( موسوعة المستشرقين )
ص ١٧٢
وما بعدها،( ونجيب
العقيقي المستشرقون ج
٢،
و) ، نشر وزارة
الثقافة والفنون / -٥
/ د.
محمد سليم النعيمي
(مقدمة
ترجمة تكملة المعاجم
العربية)
ج ١ الجمهورية
العراقية، ١٩٧٨
م
[4] إدوارد سعيد
/ الاستشراق (المعرفة-السلطة-الإنشاء)،ص:
٢٩٤
[5] أحمد محمد جمال "عضو مجلس الشورى.. بالمملكة العربية السعودية"الثقافة الإسلامية في جامعة الملك عبد العزيز منذ تأسيسها عام ١٣٨٧ ه ص: 5-6
[6] دكتور على الحديد"مشكلة تعليما اللغة
العربية لغير العرب" دار الكاتب العربي للطباعة و النشر بالقاهرة, ص
: 59
[7] مجالات الدراسات الاستشراقية
[8] دكتور على الحديد"مشكلة تعليما اللغة
العربية لغير العرب", ص : 60
[9] نفسة .ص:61
[10] نفسة.ص:66
0 comments:
Posting Komentar