مفهوم
اللّغة العربية
إنّ اللغة، بدون منازع، تعدّ أعظم الآلات
التي يستخدمها الإنسان في تحقيق التعلم والتصال بأبناء جنسه، و بسبب ظهور اللغة
المنطوقة (Spoken Language) قبل اللغة المكتوبة (Written Language) بدأ تاريخ ذلك الإنسان وبدأت معه الثقافة
الإنسانية. وبالتالي، فإن نجاح الإنسان يتوقف على قدرته في استخدام اللغة، ولقد اعتبر
هذا مند وقت طويل، السمة البارزة التى تميز الإنسان، هذا الكائن المنفرد عن غيره
من مخلوقات الله.[1] أن
اللغة إنما هي مجرد وسيلة لاغاية لذاتها، فهي أداة الفرد ووسيلته في التفكير وفي الوصول
إلى العمليات العقلية والمدركات الكلية، كما أنها صارت وسيلة للتعبير عن أفكاره
ومشاعره ومشاكله وهمومه. وتعد اللغة أيضا حافظة للفكر الإنساني وطريقا إلى التراث
الثقافي والحضاري، بالإضافة إلى كونها وسيلة للتعليم والتعلم.[2]
اللّغة العربية هي الكلمات التي يعبّر بها
العرب عن أغراضهم. وقد وصلت إلين من طريق النقل. وحفظها لنا القرآن الكريم
والأحاديث الشريفة، وما رواه الثقات من منثور العرب ومنظومهم.[3]
مما لايختلف فية اثنان أن اللغة العربية لها شأن عظيم ومكانة سامية بين لغات
العالم و لعل أهمّ ميزة لها – على رأي الباحثين و اللغويين باتفاق- أنها أطول
اللغة الحية عمرا وأقدمهن عهدا، كما أنها بنسبة لأخواتها التي تنحدر من اللغة الأم
الواحدة من مجموعة اللغات السامية كالكنعانية والعبرية ولآرامية والكلدانية
والسريانية والحبشية تقتبر ارقاهن وأكملهن وأقربهن إلى اللغة الأم، و قد قال عنها
فيرجسون
Ferguson)):
“ Thus, in
terms of the number of speakers and extent of its influence.Arabic
is by far most important Semictic language today and
must be regarded as
one of important world language”
( إن اللغة العربية اليوم سواء
بالنسبة إلى عدد متحدثيها أو إلى مدى تأثيرها في غيرها من لغات العالم فإنها تعد
من أعظم اللغات السامية وينبغي أن ينظر إليها على أنها احدى اللغات العظمى في
العالم).[4]
[1]
دحية مسقان، السجل العلمي للمؤتمر الدولي حول
مناهج تعليم اللغة العربية لغير العرب، ( إعداد الدكتور دحية مسقان، 2007)، ص.
218
[2]
نفس المرجع، ص. 219
[3]
الشيخ مصطفى الغلابني، جامع الدروس العربية،
(بيروت-لبنان: دار الفكر، 2007)، ص. 7
[4]
دحية مسقان، المرجع السابق، ص. 220
0 comments:
Posting Komentar