Oleh : Eko Adhi Sutrisno S.Pd.I
(Jurusan PBA Universitas Darussalam Gontor)
من أهم مشكلات التكوين النفسي في مرحلة المهد مشكلة التأخر في الكلام، و في العادة يبدأ الوليد في نموه في ظهور بعض الكلمات الواضحة منذ أواخر العام الأول و أوائل العام الثاني. و كلماته مقصورة على ما لا يزيد على 2-6 كلمات. ثم يتابع الوليد بسرعة بطيئة في زيادة مفرداته تبعا لمستواه في الذكاء ولمساعدته في إفساح مجالات التقليد والسماع والمحادثة والتشجيع. و قد يصل الطفل إلى سن الثانية أوالثالثة دون أن يصل المستوى اللغوي العادي. أي أن هناك مواليد لا يتابعون السلم الطبيعي في تكوين المفردات اللغوية.[1] وهناك أسباب مختلفة خاصة بمشاكل التأخر في الكلام أو التخلف في بدء الكلام, وسنعرض في هذه المقالة عن تلك المشكلات.
البحث
اضطرابات الكلام
تمهيد
يعرف اضطرابات الكلام بأنها اضطراب ملحوظ في النطق أو الصوت أو الطلاقة الكلامية أو التأخر اللغوي أو عدم تطور اللغة التعبيرية أو اللغة الاستقبالية الأمر الذي يجعل الطفل بحاجة إلى برامج علاجية أو تربوية خاصة.
أشار عبد المجيد سيد أحمد منصور قائلا:
"التأخر في بدء الكلام له أسباب عديدة منها الصحية والعضوية والبيئة الاجتماعية والأسرية التي ينشأ فيها الطفل, أو أسباب انفعالية. هذه الأسباب منها ما يمكن السيطرة عليه و بالتالي يمكن اكساب الطفل اللغة, و منها توجد صعوبة في التحكيم و في علاج أسبابه مما يؤخر ويبطئ النمو اللغوي الطبيعي عند الطفل."[2]
أسباب التخلف في بدئ الكلام
أسباب التخلف في بدئ الكلام ترتبط على أسباب الصحية, أسباب العضوية, أسباب الإنفعالية, أسباب خاصة بالمحاكاة والتقليد اللغوي, أسباب اجتماعية, و أسباب الخاصة بالرعاية الوالدية نذكرها كما يلى:[3]
أ) أسباب الصحية
كالضعيف الصحي العام للطفل أو إصابة أجهزة النطق أو ضعف أجهزة الاستقبالية السمعية. و إن كان الطب الإنساني في هذا المجال قد تقدم تقدما ملحوظا إلا أنه يجب أن نوضح الخيل والاضطرابات اللغوية كاالتالي:
1. الصمم و البكم: فالأطفال الذين يولد فاقدي حاسة السمع أو يفقدونها نتيجة أمراض الطفولة قد يوجهون صعوبة كبيرة للغاية و هم يظللون عاجزون عن النطق إذا لم تلاحق حالاتهم منذ سنوات طفولتهم الأولى.
2. تشويهات فمية: فهناك بعض حالات خلقية في الفم عند بعض الأطفال, حيث يولد البعض بدون لسان (عضو أعضاء الكلام و خروج الحروف) أو بحلق شقوق و يمكن لهؤلاء اكتساب اللغة رغم أن الكلام قد لا يكون سليما.
3. ضعف أو فقدان البصر: فالبصر عضو هام من جهزة النطق. فاللغة لها مظهران: المنطوق والمسموع والمكتوب, والحواس المتصلة باللغة معروفة فإن حواس الشم والذوق واللمس جميعها لها أهمية في اكتساب اللغة بوجه خاص و في استعمالها بوجه عام. و حاسة البصر هامة في اكتساب اللعة من حيث دلالة الألفاظ على الأشياء المرئية, والمعروف أن معظم الأطفال المكفوفين يكتسبون اللغة طبيعية بمساعدة الأهل والرفاق قبل دخولهم المدارس, و قد اخترعت طريقة "بريل" بمساعدة المكفوفين باستخدام حاسة اللمس في تعلم القراءة والكتابة والكتب المسجلة على أشرطة.
ب) الأسباب العضوية
يرجع التخلف في بدء الكلام نتيجة العضوية إلى ما يأتي:
1. صعف أجهزة النطق: عند وجود خلل في أجهزة النطق لا يتمكن الطفل من الكلام ولا يرغب في محاولة مخاطبة الأخرين. و قد يكون السبب في المراكز العصبية التي تضبط جهاز النطق أو في مركز الروابط المعنوية, فيسمع الطفل الكلام دون أن تثار في ذهنه معاني هذا الكلام.
2. الإصابة المرضية للطفل أثناء الولادة[4]: فمن رأي ليننبرمج (lenneberg) أن الكلام أو النطق يعتمد على وجود ميكانيزم حيوى في الجهاز العصبي المركزى للجسم, ومكانة الأساسي الدماغ الأطفال المتخلفون في اكتساب و نمو القدرة اللغوية نتيجة لإصابة أثناء الولادة في أدمغتهم أو بعد الولادة مباشرة.
3. التخلف العقلي: فضعف الذكاء أو التخلف العقلي يؤدي إلى ضعف تقبل الطفل للمثيرات من حوله أو تركيز الانتباه في سماع احاديث الناس من حوله وعجزه عن التقليد.
ت) أسباب الإنفعالية
تعرض الطفل في نهاية العام الأول بعد ملاده لصدمات انفعالية كأن يؤخذ من الأسرة والوالدين, بسبب الطلاق أو مرض أحد الوالدين أو موته أو غير ذلك, أو أن يوضع في مؤسسة الطفل حيث يشعر بحرمان عطف الوالدين وحبهما. فهو يشعر والحال كذلك بأنه يعقب على جرم فعله, ويحمل به من الخوف الازم ما يجعله يحجم عن الكلام خشية أن يزداد عقابه, و يعود هكذا مدة يعود إليه اطمئنانه و تعود ثقته في البيئة الجديدة.
ث) أسباب خاصة بالمحاكاة والتقليد اللغوي
يتخذ الطفل في بدء نموه اللغوي نموذجا يقوم بمحاكاته و تقليده في الحديث. و هذا النموذج هو ألصق أفراد الأسرة بانسبة للحياة الاجتماعية للطفل, كالأم والمرضعة و قد لا تحاول الأم أو المرضعة مناغاة الطفل ومداعبته والحديث معه.
ج) أسباب اجتماعية
قد يحرم الطفل من التعبير عن حاجاته لقلة ما يتعرض له من تجارب عامة أو خبرات و قد يكون مرجع ذلك ظروف اقتصادية و اجتماعية كأن يعيش الطفل مع والديه في حجرة دون وجود اطفال آخرين للتحدث إليهم, و بذلك لا تنمو تجارب الطفل و لا تنمو لغته.
ح) أسباب الخاصة بالرعاية الوالدية
قد يحرص الوالدين بدرجة كبيرة أثناء نمو الطفل على أقرانه. وقد يجتهد تفوقه والتبكير به بالمشي أو الجري أو الكلام رغبة منهم في تفرق الطفل على أقرانه. و قد يجتهدالطفل في ذلك رغم ضعف أحواله الجسمية والعقلية والنفسية, و قد يدرك الطفل أن الوالدين يتوقعان دائما أكثر مما يقموم يه, فتثبط همته.
الاختتام
علاج التأخر في الكلام, إذا كان مرجعه لأسباب صحية فإنه يحتاج إلى وقت أطوال مما لو كان مرجعه للاسباب الأخرى التي سبق ذكرها.
وعلى الآباء و المربون الصبر على تخلف الطفل في بدء الكلام له على تعلم المفردات. فالطفل العادي يكون مساويا لعمره الزمني فيبدأ الكلام في أوائل العام الثاني. فهناك أطفال تأخر في الكلام و على الآباء ألا يقلفوا من ذلك.[5]
0 comments:
Posting Komentar