Oleh : M. Dedi Andriadi S.Pd.I
(Jurusan PBA Universitas Darussalam Gontor)
إن أعظم اكتشاف الإنسان على مرّ العصور هو اللغة, فهى ابرز ما يميزه عن غيره من الحيوانات, ومن حسن الصنيع أن نعرّف الإنسان بأنه الحيوان القادر أو الخلق البشرى.
فاللغة وسيلة اجتماعية, وأداة للتفاهم بين الأفراد والجماعات, فهى صلة الفرد فى مواجهة كثير من المواقف الحيوية التى تتطلب الكلام أو الاستماع أو الكتابة أو القراءة, وهذه الفنون الأربعة أدوات هامة فى اتمام عملية التفاهم من جميع نواحيها, ولا شك أن هذه الوظيفة من أهم الوظائف الاجتماعية للغة.[1]
والمجتمع حريص أشد الحرص على ان يجعل الفرد عضواً فيه وان يصبغ هذا الفرد فى فكره وفى سلوكه بصبغته. واللغة هى الأداة التى يستخدمها المجتمع لتحقيق هذاالهدف, ومن الواضح أن المجتمع بكل أشكاله يقوم بهذا الدور فالبيت والمدرسة والنادى.. ما هى إلا بيئات يتلقى فيها الفرد أنماط السلوك وقواعد اللغة. وبهذه الطريقة يكتسب الفرد شحصيته الاجتماعية فيكون عضواً فعالاً, كما يكتسب لغته فيتحدث بها وقفاً لعرف الجماعة التى ينتمى اليها.
و قد نعرف أن العلاقة بين اللغة والمجتمع هى العلاقة العظيمة لأنهما يتأثر كثيرابعضهاببعض.
وقد اجتهد علماء اللغة من امثال : سوسور وماييه وفندريس وفيرث وهاليدى و مالينوفسكى ويسبرسن وفلمور وفيربواس وهناريس وكاردنر وغيرهم على انشاء فرع جديد من فروع علم اللغة, اخذت اصوله تتضح وتستقر فى السنوات الاخيرة. وتسغل اذهان باحثين وتفهم تفكيرهم الدراسة والبحث, اطلق على هذا الفرع (علم اللغة الاجتماعى) ,Sociolinguistic ويطمح اصحاب هذا العلم الى اكتشاف الاسس او المعايير الاجتماعية التى تحكم السلوك اللغوى, مستهدفين اعادة التفكير فى المقولات والفروق التى تحكم قوائد العمل اللغوى, ومن ثم توضيح موقع اللغة فى حياة الإنسانية[2]. وانتماء الفرد للجماعة يتحدد بتحدد الجماعة ذاتها، فالأسرة جماعة والقرية جماعة أشمل ، والمقاطعة والدولة وأخير الجنس البشري[3].
أثر الفرد في اللغة
والفرد والجماعة عنصران لاينفصل احدهما عن الآخر، فالفرد يرتبط بجماعاته ، ويقدس ما يقدسون، ويأتي من الأفعال التقليدية ما يأتون وهو يتبع عرف الجماعة. ويبدو ان النظرتين متقاربتان، فالفرد جزء من الجماعة والجماعة طائفة من الأفراد، والكلام واللغة مرتبطان احدهما بالآخر[4].
ولكون اللغة ظاهرة حياتية اجتماعية صارت من أكثر الظواهر التصاقاً بحياة الأفراد ، تخضع لمقاييستمع ، وأعرافه ، وتقاليده ، وثقافته ، بل هي الطريق لكشف عادات تمع ، وتقاليده ،ومستوياته الثقافية ، والمعرفية، والحضارية ، فهي قطعة من الحياة بل صانعة ومبدعة لها أن تنشأ فياتمع ، وتسير معه وتتغذى بغذائه ، وتنهض بنهوضه ، وتركد بركوده.
وكان تاريخ اللغة وسيظل مجالاً رحباً نتصفَّح من خلاله تاريخ الحضاراتِ الإنسانية . وإذا كان اللسانيون المحدثون من أمثال فيرث وغيره قد أكدوا على دور السياق في تحديد المعنى ،فإما قد اهتموا أيضاً بالاستعمال الفعلي للكلمة في إطار مجتمع بعينه أو مجموعة ثقافية ، أو دينية ، أوعلمية ، أو مهنية بعينها.
وعلى الرغم من منادة اللغوين باستقلال هذا الدرس إلا أنهم لاينفون اعتماده على علوم أخرى لأن دراسة القضايا اللغوية فى ضوء العلوم اللغوية, واتصال علم اللغة بعلوم كثيرة كعلم الاجتماع والجغرافية والأنتربولوجيا و الفيزياء والجغرافية وعلم السلالات وعلم النفس والاحصاء وغيرها, قد ادّى الى نشأة فروع لغوية جديدة لعل احدثها وواسعها هو علم اللغة الاجتماعى.
المراجع
حامد هلال ،عبد الغفار. علم اللغة بين القديم والحديث. الطبعة الثانية. 1406ه-1986
http://dawnster.blogspot.com/2011/01/blog-post_29.html jam 20.35 tgl 21-1-2012
0 comments:
Posting Komentar