يرجع عهد القراء الذين
أقاموا الناس على طرائقهم في التلاوة إلى عهد الصحابة، فقد اشتهر بالإقراء منهم: أبي بن كعب، وعلى بن أبي طالب، وزيد بن ثابت، وعبد الله بن مسعود، وأبو موسى الأشعري، وغيرهم، وعنهم أخذ كثير من الصحابة والتابعين في
الأمصار. وكلهم يسند ما يقرأ به إلى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.
ما رواه البخاري في
صحيحه من أن عمر بن الخطاب لبّب هشام بن حكيم لما سمعه يقرأ سورة الفرقان على حروف
لم يقرئها الرسول لعمر, فقاده إلى الرسول, فلما سمع من هشام قال: (كذلك أنزلت)
ولما سمعها من عمر, قال: (كذلك أنزلت, إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف, فاقرءوا
ما تيسر منه).
وفي عهد التابعين على
رأس المائة الأولى بعد هجرة النبي تجرد قوم واعتنوا بضبط القراءة عناية تامة، حين
دعت الحاجة إلى ذلك، وجعلوها علماً كما فعلوا بعلوم الشريعة الآخرى، وصاروا أئمة
يقتدى بهم ويرحل إليهم. وقيل أن أول من دوّن في علم القراءات هو أبو القاسم عبيد
بن سلام؛ حيث ألف كتاب "القراءات". وقيل أن واضع علم القراءات هو أبو
عمرو حفص بن عمر الدوري.
0 comments:
Posting Komentar